الثلاثاء، 21 يونيو 2011


باكورة انجازات الثورة
                                                                                 قصة قصيرة ... محسن الطوخى
.......................                                                

وحياة ربنا لو نزلت المظاهرة مانا قاعدالك فى البيت .
كان هذا البيان الذى أعلنته سوسن بمثابة انذار . ومن يعرف سوسن لا يستخف بانذاراتها . تراقب تحركاتى على الفيس بوك بقليل من الاهتمام . وتشارك أحيانا ببعض التعليقات . لكنها عندما علمت بعزمى على المشاركة , اتخذت موقفا هجوميا لم أتوقعه .
عندما عدت بعد غروب الخامس والعشرين , كنت أرتب فى ذهنى مجموعة الأكاذيب التى أعددتها . بمجرد أن وقعت عيناها على قلت مثيرا دهشتها : خمنى , قابلت مين النهارده فى المظاهرة !
لطمت صدرها وهتفت : يامصيبتى ... نزلت برضه ؟
وضعت سبابتى على فمها : قابلت مين ؟ حزرى ..
ولما لم تجب الا باتساع عينيها قلت : فارس بيه .
خمدت ثورتها , بينما اتسعت الدهشة فى عينيها . رددت كالمأخوذة : فارس بيه ..!  ... ليه ؟
( التقيت به صدفة .. عرفته من ظهره بقامته المديدة , وقوامه النحيف  , والشعرات المشوبة بالبياض على فوديه .. اقتربت منه مدافعا الأجساد , حتى تحققت من شخصيته .. ثم حاولت لفت نظره عندما بدأت الجموع تزحف به بعيدا .. هتفت باسمه .. لكنه ذاب فى الزحام ... )
هتفت سوسن مرة أخرى : فارس بيه ! ...  ليه ؟
قلت : ياحبيبتى , مش كل حاجه فى الدنيا أكل وشرب .
قالت وكأنها تخاطب نفسها : ده راجل مش ناقصه حاجه ... فيلا , وعربيه ... وثلاث كلاب .

.....................

فى اليوم الثامن والعشرين , وسط الجموع الغاضبة , انشغلت بالعثور على فارس بك كأننى صدقت نفسى . تغير موقف سوسن الى النقيض عنما أكدت لها أن فارس بك بشحمه ولحمه قاد مظاهرة اليوم فى المنشية . رددت بينها وبين نفسها : الظاهر بقى الحكايه جد .

...................


عنما أخبرت سوسن فى السنة السابعة لخطبتنا أن فارس بك وعد بتعيينى حارسا لفيلته فى الكنج حال انتهاء فترة تجنيدى , قبلتنى فجعلت من فرجه للمارة . ثم لما أفاقت , ارتبكت , لكنها سألت فى دهشة : مين فارس بيه ده .
وقبل أن أجيب هتفت بحسم : بكره تروح لابويا .
ثم نست الناس الذين كانوا لا يزالون يرمقوننا , وسحبتنى فأجلستنى على السور : قول .. مين فارس بيه .

...................
فى الحادى عشر من فبراير , عنما عدت من رأس التين فى وقت متأخر , مبتهجا , مهتاجا , سألتنى : فارس بيه كان هناك ؟
ولما أكدت لها , وعرضت عليها صورة على الموبايل للجموع لا يظهر فيها أى شخص بوضوح , وأشرت الى نقطة , صرخت : ينصر دينك يافارس بيه .

...................

منحتنى سوسن تلك الليلة ترضية . أعتبرتها باكورة انجازات الثورة .

ليست هناك تعليقات: