الخميس، 16 يونيو 2011


أصيل ( 9 - ؟  ) ... كتاب أصيل
........................                        


     أبرز ماكان يميزه , هو قدرته على الحلم فى زمن الأحلام المجهضة .

أحببته لقدرته على التغريد خارج السرب دونما ملل . 

كان يدرك أنه يغرس فسيلة لن يرى ثمرتها . ورغم

 ذلك كان أكثر حماسا من معظم الشباب . ولأن الأدب 

لم يرتق فى بلادنا السعيدة الى مصاف المهنة , كان 

على أنور جعفر أن يغترب فى سفرتين استغرقتا القسم 

الأعظم من عمر أصيل . لكنه وقبل أن يرحل فى 

سفرته الثانية الى الامارات وضع لبنة الحلم المجهض

 . ترك تفاصيل وسياسة نشر كتب مبدعى الجماعة ,  المغلقة دونهم أبواب مؤسسات النشر الرسمية , تلك 

الموقوفة على أنصاف الموهوبين من المحاسيب , والمنتمين الى الأدب من باب الصحافة وهيئات  وزارة 

الثقافة . دعمت الجماعة كل كتاب نشرته ماديا من حسابها المتواضع , أملا فى أن يغطى التوزيع تكاليف النشر 

. بدأنا رحلة كان يراها أنور ونراها معه نواة لدار نشر . كان حلما آيلا للسقوط , لكننا بدأناه .

فى نفس التوقيت كان حلم أنور الأول يحتضر مبددا مدخراته ومدخرات أصدقائه الأقربين .. مدخرات صغيرة لا 

تقوى على مناطحة حيتان الانفتاح الذين أكلوا الأخضر واليابس . اذ أفلست شركة الانتاج الفنى التى أسسها 

بالقاهرة . ورغم أنى كنت أحد شركائه , فقد أصر بفروسية نادرة على تحمل النتائج وحده , فسدد بسفرته

 الثانية كل قروش الشركاء 
.
ولم ينج كتاب أصيل أيضا من الغرق , الا أننا عشنا الحلم . كنا ندرك بالحدس أن أحلامنا تسبق الواقع , بينما

 الواقع يهرس الأحلام .

ومن بين كل أنشطة الجماعة , أعتبرت كتاب أصيل حلمى الخاص . منحته كل ساعة من النهار . وقمت بكل 

الأعمال التنفيذية .

كانت دفقة الابداع لدى قد تبددت بكتابة مجموعة قصص ( عش الدبابير ) حتى لقد مرت سبع سنين لم يفتح الله 

على بقصة واحدة , فأغرقت نفسى فى أعمال النشر . كنت أقوم باعداد نسخة الكومبيوتر , فأحملها الى 

المطبعة وأباشر التفاصيل حتى تضع المطبعة حملها , فأقبله كوليد . ثم نبدأ رحلة التوزيع المليئة بالاخفاقات .

مؤسسات توزيع كبرى بلا ضمير , تحرص على تحصيل حصتها نقدا عند التعاقد , ثم لا تطرح الكتاب بجدية , 

ثم تعيد اليك النسخ بنفس الأعداد , سالمة من كل سؤ . ولقد حققنا بعض النجاحات بجهد جماعى أسهم فيه 

الجميع كل حسب طاقته فى التوزيع عبر منافذ البيع داخل المدينة . لكنه جهد لم يقوعلى منح قبلة الحياه

 للسلسلة . فبعد اصدار أربعة كتب كان علينا التوقف , حيث نفدت قدرة الجماعة على تمويل النشر .

نجحنا أذن فى اخراج أربعة كتب الى النور هى :

  • - كتاب أصيل الأول : ( عش الدبابير ) مجموعة قصصية لمحسن الطوخى . 
  •  
  • - كتاب أصيل الثانى : ( الزهر والطل ) ديوان شعر لشاكر أبو السعود .

  • - كتاب أصيل الثالث : (  الكشر  ) رواية لحجاج أدول .

  • - كتاب أصيل الرابع : ( أنا الامام ) مجموعة قصصية لعبد الهادى شعلان . 
  •     

ماقيمة الحلم عندما ينتهى الى الاخفاق ؟

انه يزرع القيمة .. ويثمر رغم عدم اكتماله أثرا يبقى دليلا على القدرة على الفعل .



ليست هناك تعليقات: