السبت، 4 يونيو 2011





أصيل (4  - ? ) ...  أحمد نبيه

     ...................


نبت أحمد نبيه فى الندوة 


بتلقائية , كبذرة شجرة كامنة 

فى التربة تنتظر سقوط المطر . 

ليس جريا على عادة الأشجار , 

تنموحثيثا . بل نبت دوحة 

وارفة فكأنما خرج من جراب 

ساحر .

حدث ذلك فى نهايات عام 

1990 , عندما حطت الندوة 

على مقر ثابت فى النادى النوبى العام الذى أتاح لها نقلة نوعية بالغة الأهمية . فلم 

تكن الندوة فى مرحلة المقاهى الا امتدادا لصالون أنور جعفر . وهو نفسه مافتىء 

يتعامل مع الحضور باعتبارهم ضيوفه , فلم يكن أحدنا ليجرؤ على تسديد ثمن

 المشروبات فى أى مقهى أرتدناه .

ويظهر اسم أحمد نبيه منذ أول تسجيل للندوات باعتباره أحد المؤسسين للجماعة , 

التى ستبحث لنفسها فيما بعد عن اسم وشعار وخطة عمل .

كان هناك منذ الليلة الأولى التى دخلنا فيها الى النادى النوبى , نبتسم للوجوه 

الشابة السمراء , ونتحسس مواقع أقدامنا . عرفته كشاعر رغم أنى لم أر له الا 

قصيدة يتيمة تدور على ما أذكر عن القدس الأسيرة . لكنه مفكر من طراز فريد , 

مثقف موسوعى . ومنذ اللقاء الأول صار واحدا من المؤسسين فلم تنقطع علاقته 

بالجماعة قط .

لا أنسى دوره وحماسته فى تجربة كتاب أصيل التى أنتجت رواية , وديوان شعر ,

 ومجموعتين قصصيتين , وكيف شارك أحمد نبيه فى الاعداد والتجهيز وتولى

 مسئولية الاشراف على طاقم التوزيع الداخلى فى الأسكندرية , فى الوقت الذى تولت 

فيه أخبار اليوم التوزيع فى عموم القطر , فكان العدد الذى تم توزيعه فى الداخل

 عشرة أضعاف ماوزعته دار الأخبار فى محافظات مصر . والواقع أن الكثير من 

طموحات أصيل فى النشر لم يتحقق لأسباب ربما يسمح المقام بذكرها فيما بعد .

كما يظهر اسم أحمد نبيه فى سجل الاشتراكات الشهرية كواحد من أكثر المساهمين 

انتظاما فى تمويل الجماعة التى كانت تعتمد على المؤسسين فى فى الانفاق على

 انشطتها المختلفة . ولأوجه الصرف على تلك الأنشطة حديث مستقل .

وربما يحسب لأحمد نبيه كونه العضو الأكثر فعالية على امتداد عمر أصيل فى 

الاجتماعات الخاصة بالمؤسسين , وكانت أسبوعية مستقلة عن ندوة الجمعة , 

بغرض وضع الخطوط العامة والسياسات وحل المشكلات الطارئة , ومناقشة 

الاصدرات . 

أما البصمة الأكثر وضوحا لنبيه فهى مساهماته وفعالياته فى ندوة الجمعة الأسبوعية 

التى خصصت لتناول أعمال أعمال الأدباء من شعر , وقصة , وكافة فنون الكتابة ,

 والتى كانت بمثابة ورشة أصيل وعماد نشاطها الأساسي . وقليلون هم الذين 

يملكون القدرة على النقد والتحليل على البديهة بمجرد الاستماع الى العمل الآدبى

 مقرؤا. وكان نبيه واحد من أولئك .

وقد تميز الى جواره الشاعر المشاغب خالد يوسف . ولعل كليهما يوافياننى

 بشهادتيهما عن تلك الفترة لتكونا جزءا من هذا السياق .

وأحمد نبيه بعد من اللأشخاص المعدودين الذين لم تنقطع صلتى بهم منذ تركت

 الندوة فى 1996 . والحوار معه ممتع . يحدثك فيمتعك فى السياسة والأدب 

والاقتصاد والتاريخ . وهو ليس كغيره نتاجا لأصيل . وانما أصيل من منتجاته .


ليست هناك تعليقات: