أصيل (4 - ? ) ... أحمد نبيه
...................
نبت أحمد نبيه فى الندوة
بتلقائية , كبذرة شجرة كامنة
فى التربة تنتظر سقوط المطر .
ليس جريا على عادة الأشجار ,
تنموحثيثا . بل نبت دوحة
وارفة فكأنما خرج من جراب
ساحر .
حدث ذلك فى نهايات عام
1990 , عندما حطت الندوة
على مقر ثابت فى النادى النوبى العام الذى أتاح لها نقلة نوعية بالغة الأهمية . فلم
تكن الندوة فى مرحلة المقاهى الا امتدادا لصالون أنور جعفر . وهو نفسه مافتىء
يتعامل مع الحضور باعتبارهم ضيوفه , فلم يكن أحدنا ليجرؤ على تسديد ثمن
المشروبات فى أى مقهى أرتدناه .
ويظهر اسم أحمد نبيه منذ أول تسجيل للندوات باعتباره أحد المؤسسين للجماعة ,
التى ستبحث لنفسها فيما بعد عن اسم وشعار وخطة عمل .
كان هناك منذ الليلة الأولى التى دخلنا فيها الى النادى النوبى , نبتسم للوجوه
الشابة السمراء , ونتحسس مواقع أقدامنا . عرفته كشاعر رغم أنى لم أر له الا
قصيدة يتيمة تدور على ما أذكر عن القدس الأسيرة . لكنه مفكر من طراز فريد ,
مثقف موسوعى . ومنذ اللقاء الأول صار واحدا من المؤسسين فلم تنقطع علاقته
بالجماعة قط .
لا أنسى دوره وحماسته فى تجربة كتاب أصيل التى أنتجت رواية , وديوان شعر ,
ومجموعتين قصصيتين , وكيف شارك أحمد نبيه فى الاعداد والتجهيز وتولى
مسئولية الاشراف على طاقم التوزيع الداخلى فى الأسكندرية , فى الوقت الذى تولت
فيه أخبار اليوم التوزيع فى عموم القطر , فكان العدد الذى تم توزيعه فى الداخل
عشرة أضعاف ماوزعته دار الأخبار فى محافظات مصر . والواقع أن الكثير من
طموحات أصيل فى النشر لم يتحقق لأسباب ربما يسمح المقام بذكرها فيما بعد .
كما يظهر اسم أحمد نبيه فى سجل الاشتراكات الشهرية كواحد من أكثر المساهمين
انتظاما فى تمويل الجماعة التى كانت تعتمد على المؤسسين فى فى الانفاق على
انشطتها المختلفة . ولأوجه الصرف على تلك الأنشطة حديث مستقل .
وربما يحسب لأحمد نبيه كونه العضو الأكثر فعالية على امتداد عمر أصيل فى
الاجتماعات الخاصة بالمؤسسين , وكانت أسبوعية مستقلة عن ندوة الجمعة ,
بغرض وضع الخطوط العامة والسياسات وحل المشكلات الطارئة , ومناقشة
الاصدرات .
أما البصمة الأكثر وضوحا لنبيه فهى مساهماته وفعالياته فى ندوة الجمعة الأسبوعية
التى خصصت لتناول أعمال أعمال الأدباء من شعر , وقصة , وكافة فنون الكتابة ,
والتى كانت بمثابة ورشة أصيل وعماد نشاطها الأساسي . وقليلون هم الذين
يملكون القدرة على النقد والتحليل على البديهة بمجرد الاستماع الى العمل الآدبى
مقرؤا. وكان نبيه واحد من أولئك .
وقد تميز الى جواره الشاعر المشاغب خالد يوسف . ولعل كليهما يوافياننى
بشهادتيهما عن تلك الفترة لتكونا جزءا من هذا السياق .
وأحمد نبيه بعد من اللأشخاص المعدودين الذين لم تنقطع صلتى بهم منذ تركت
الندوة فى 1996 . والحوار معه ممتع . يحدثك فيمتعك فى السياسة والأدب
والاقتصاد والتاريخ . وهو ليس كغيره نتاجا لأصيل . وانما أصيل من منتجاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق